للصحابية , أسماء , موقف , الله , بكر(رضي , جوزى , عنها)
موقف لا ينسى للصحابية أسماء بنت أبي بكر(رضي الله عنها)
للصحابية , أسماء , موقف , الله , بكر(رضي , جوزى , عنها)
موقف لا ينسى للصحابية أسماء بنت أبي بكر(رضي الله عنها)
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد وفاة يزيد بن معاوية بويع لعبد الله بن الزبير بالخﻼفة في الحجاز
واليمن والعراق وخراسان ، وظل تسع سنوات ينادَى بأمير المؤمنين ،
حتى شاءت اﻷقدار أن تزول الخﻼفة من أرض الحجاز .
جاء الحجاج بجند الشام فحاصر ابن الزبير في مكة ، وطال المدى ،
واشتد الحصار ، وتفرَّق عنه أكثر من كان معه ، فدخل عبد الله على
أمه في اليوم الذي قُتل فيه ، فقال لها : يا أماه ، خذلني الناس حتى
ولدَاي وأهلي ، فلم يبق معي إﻻ اليسير ممن ليس عنده من الدفع
أكثر من صبر ساعة ، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا فماذا ترين؟
وهناك أمسك التاريخ بقلمه ليكتب موقف اﻷم الصبور من ابنها
وفلذة كبدها ، من لحظة حاسمة من لحظات الخلود : اﻷم التي شاب
رأسها ولم يشب قلبها ، وشاخ جسدها ولم يشخ إيمانها ، وانحنى
ظهرها ولكن عقلها ظل مستقيمًا مسددًا ، قالت أسماء : أنت والله
يا بني أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو ،
فامض له فقد قتل عليه أصحابك ، وﻻ تمكِّن من رقبتك غلمان بني
أمية يلعبون بها ، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت ،
أهلكت نفسك ، وأهلكت من قُتل معك ، وإن قلت : كنت فلما وهن
أصحابي ضعفت ، فهذا ليس فعل اﻷحرار ، وﻻ أهل الدين ، وكم
خلودك في الدنيا؟! القتل أحسن .
قال : إني أخاف أن يُمَثِّل بي أهل الشام .
قالت : وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .
فدنا ابن الزبير فقبَّل رأسها وقال : هذا والله رأيي ، والذي قمت به
داعيًا إلى يومي هذا ، ما ركنت إلى الدنيا ، وﻻ أحببت الحياة فيها ،
وما دعاني إلى الخروج إﻻ الغضب لله أن تستحل حرمته ، ولكني
أحببت أن أعلم رأيك فزدت بصيرة مع بصيرتي ، فانظري يا أماه
فإني مقتول من يومي هذا ، فﻼ يشتد حزنك .
قالت : إني ﻷرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنًا .
قال : جزاك الله خيرًا ، ثم قالت : اللهم ارحم طول ذلك القيام في
الليل الطويل ، وذلك الظمأ في هواجر المدينة ومكة ، وبرَّه بأبيه
وبي ، اللهم قد سلَّمته ﻷمرك فيه ، ورضيت بما قضيت فأثبني في
عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين ، وذهب عبد الله فقاتل الساعات
اﻷخيرة قتال اﻷبطال ، وهو يتمثَّل صورة أمه في عينيه ، وصوتها في
أذنيه ، مرتجزًا منشدًا :
أسماء يا أسماء ﻻ تبكيني
لم يبق إﻻ حسبي وديني
وصارمٌ ﻻنت بـه يميني
وما زال على ثباته حتى قُتل ، فكبر أهل الشام لمقتله ، فبلغ ذلك
ابن عمر فقال : الذين كبروا لمولده خير من الذين كبروا لموته
الموضوع الأصلي: موقف لا ينسى للصحابية أسماء بنت أبي بكر(رضي الله عنها) || الكاتب: أحبك ربي || المصدر: مزيكاتوو